الأطفال هم بسمة الحياة وأحلى ما بها، ولقد فطرنا على محبة الأطفال وقد نعبر عن محبتنا أحياناً بطريقة قد تؤذي الطفل وتتسبب بمرضه أو إصابته بمضاعفات خطيرة.
ومن خلال الممارسة اليومية لطب الأطفال أكرر مراراً وتكراراً نصيحة واحدة وهي يجب علينا مقاومة بعض العادات الاجتماعية كتقبيل الطفل من قبل الأهل والأصدقاء بشكل عام حتى لو كانوا أصحاء وحتى من قبل أهل البيت ان كانوا مرضى.. ان الفم مليء بالعديد من أنواع الجراثيم والفطريات والفيروسات مما قد يؤدي إلى نشر الأمراض إلى الطفل الصغير والرضيع بشكل خاص مما قد يؤدي لإصابته بالمرض ونقل أشكال عديدة من الإصابات في الجلد والجهاز التنفسي وأمراض جهازية عامة لا يمكن ذكرها كلها لكثرتها وتشعبها وسوف أذكر هنا مرض شائع يحصل نتيجة تقبيل الأطفال والرضع بشكل خاص وهو مرض جرثومي يصيب جلد الوجه وفروة الرأس وهو مرض القوباء.
مرض معد
هو التهاب جلدي بسيط لكنه معد، تسببه بكتيريا غالباً ما تكون من نوع القوباء المكورة العنقودية المذهبة أو من نوع المكورة العقدية، وهو يصيب بشكل رئيسي الجلد حول الأنف وعلى الفم وفروة الرأس ويكسى ببثور صغيرة تتفجر ليسيل منها قيح مائل إلى الصفرة.
تتكون أحياناً فقاعات صغيرة شبيهة بتلك التي تسببها الحروق، وتتشكل قشور تترك ندباً مستديرة فاتحة اللون وتسبب القوباء الحكاك، وعندما يحك الولد نفسه، يمكن ان يتسبب بنشر الإنتان إلى أماكن أخرى من الجسم أو ينقله إلى أولاد آخرين. لذلك فإنه لا يستطيع العودة إلى المدرسة طالما أنه لم يشف من القوباء.
قد تنتشر القوباء في أنحاء الجسم كله. لذلك فإن الطبيب يصف علاجاً قائماً على المضادات الحيوية التي تعطى جهازياً فضلاً عن العلاج الموضعي، ويجب على الأم ان تنظف جلد الطفل بمطهر رغوي مخفف لإزالة القشور التي ترتخي بفعل المرهم تجنباً للعدوى، وينبغي وضع منشفة وفوط المائدة التي تخص الطفل على حدة بعيدة عن تلك التي تكون لسائر أفراد العائلة مع ضرورة غسلها بالماء المغلي. لا تتسبب القوباء بمضاعفات، لكن المكورة العقدية قد تؤدي، في حالات نادرة جداً، إلى مشاكل في الكليتين أو في القلب.
وكذلك فإن تقبيل الطفل وبشكل خاص الرضيع تحت السنة من العمر قد يؤدي إلى نشر الأمراض الفطرية ونقل العدوى بالرشح بأشكاله العديدة وإلى إضعاف مناعة الطفل لمقاومة المرض.
اصابة فطرية
القلاع داء فطري يسببه فطر مجهري يعرف باسم المبيضات البيض ويظهر في الفم على شكل لطاخات بيضاء تظهر في فم الرضيع، في الحنك وعلى اللسان والجهة الداخلية من الخدين على شكل لطخات بيضاء وهي لطاخات صغيرة محاطة بهالة ملتهبة حمراء ومؤلمة أحياناً لا ترتفع درجة حرارة الطفل، ولكنه يأكل بصعوبة، ويفقد الشهية، ويتجشأ بسرعة. كما قد يصاب بطفح الحفاض بين طيات الجلد أو حول الشرج، ولا يزول على الرغم مما تبذلينه من عناية.
قد يظهر القلاع ويتكرر ظهوره إذا لم تنظف حلمات الزجاجات وتعقم بشكل جيد، أو إذا لم تنظف المصاصة بشكل دائم.
ينتشر الفطر المسبب للقلاع في الفم، الأمعاء حيث يكون عادة موجوداً. إذا لم يؤد علاج قائم على المضادات الحيوية إلى إتلاف النبيت الجرثومي المعوي فإن الفطر يتكاثر بشكل زائد ويسبب مرض القلاع. إذا كان ولدك مصاباً بالقلاع، نظفي فمه بانتظام بماء فيه محلول ثاني الكربونات.
كما يصف الطبيب دواءً مضاداً للفطور يعطي نتيجة إيجابية في بضعة أيام وإنما يجب مراعاة مدة العلاج بدقة وهي خمسة عشر يوماً على الأقل لأن القلاع قد يظهر مجدداً وبسرعة، ولا يصيب عادة الأولاد بعد تجاوزهم الشهر السادس من العمر، إلا إذا كانت المناعة لديهم ضعيفة.