خاطره المصير المجهول بقلم ناصر المطيري من السعوديه

في صبيحة أحد الأيام، وبينما أنا أتنزه في حديقة منزلنا بين الأشجار والزهور وصوت العصافير، جذبت انتباهي رائحة إحدى الورود العطرة، وعندما اقتربت من تلك الوردة العطرة الفواحة، أوقفني صوت الوردة وهي تقول للعصفورة: أتشمين هذه الرائحة الزكية، لقد ناديت بها كل الفراشات والعصافير، وكل ما هو جميل يحب الجمال ويحب الورد ويحب رائحته الفتانة، فكم من شاعر تغزل بخله وشبهه بالزهور أو رائحتها، فنحن الورود نمتلك الصفات الجميلة من ألوان ورائحة وجمال، وخروجي في وقت يعتبر شاعرياً، فهذا هو الندى يحاول دائماً الاقتراب منا ونحن لا نمسه بل نداعبه مع الشروق كل يوم. فتعالي انظري إلى ذلك ياله من منظر جميل. فردت العصفورة وقالت: مهلاً يا عزيزتي، ـــ قالتها بهدوء وبطء وبصوت لطيف عذب تطرب له الآذان ـــ لا تغتري بنفسك فنحن أجمل منكم فكم من شاعر شبه صوت حبيبته بتغريد العصافير السحري الذي يوحي لكل من يسمعه ببدء ميلاد يوم جديد وبأنه في عالم آخر، وبأنه قريب من محبوبه، حتى ولو أن بينهما المسافات الطويلة. حاولت الوردة أن تقاطعها الحديث لكن العصفورة استمرت تقول: اسمعي صوتي صباحاً، فمن يوقظ الكون، ويوقظك يا وردة غير صوتي الجذاب، فبدت الوردة مقتنعة نوعاً ما حيث زاد احمرارها خجلاً وغيظاً، وفي غمرة تلك المناجاة العذبة تقدمتُ للمشاركة في الحوار وفعلاً تقدمت ولكنني صُدمت بحاجز كبير، إنه حاجز الواقع والوعي الذي حرمني اللذة والمتعة بتلك المحاورة الغريبة، فعدت أتأمل ثم ماذا بعد ذلك؟ أين مصير هذه الوردة أو هذه العصفورة؟ هل ستقطف تلك الوردة وتوضع في إناء قرب إحدى النوافذ في المنزل؟ وهل ستدخل تلك العصفورة القفص يوماً ما؟ هل تعلمان مصيرهما المتوقع حينما يوضع الشيء في غير موضعه؟ وفجأة طارت العصفورة بعد أن قبَّلت الوردة قبلة سريعة على عجل، وأظنها لا تعود

» ورزقت مولدا على طول انتظار خاطره بقلم احمد من حضرموت
» لقد طال انتظاري(خاطره)
» منتصب اللبل ........خاطره باسم احمد المسلماني الرياض